سورة محمد - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32)}
{وَسَيُحْبِطُ أعمالهم} التي عملوها في دينهم يرجون بها الثواب؛ لأنها مع كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم باطلة، وهم قريظة والنضير. أو سيحبط أعمالهم التي عملوها، والمكايد التي نصبوها في مشاقة الرسول، أي: سيبطلها فلا يصلون منها إلى أغراضهم، بل يستنصرون بها ولا يثمر لهم إلا القتل والجلاء عن أوطانهم. وقيل: هم رؤساء قريش، والمطعمون يوم بدر.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)}
{وَلاَ تُبْطِلُواْ أعمالكم} أي لا تحبطوا الطاعات بالكبائر، كقوله تعالى: {لا تَرْفَعُواْ أصواتكم فَوْقَ صَوْتِ النبى} [الحجرات: 2] إلى أن قال: {أَن تَحْبَطَ أعمالكم} [الحجرات: 20] وعن أبي العالية: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل، حتى نزلت {وَلاَ تُبْطِلُواْ أعمالكم} فكانوا يخافون الكبائر على أعمالهم.
وعن حذيفة: فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم.
وعن ابن عمر: كنا نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبولاً، حتى نزل {وَلاَ تُبْطِلُواْ أعمالكم} فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش، حتى نزل {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 116] فكففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها.
وعن قتادة رحمه الله: رحم الله عبداً لم يحبط عمله الصالح بعمله السيء. وقيل: لا تبطلوها بمعصيتهما.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لا تبطلوها بالرياء والسمعة، وعنه: بالشك والنفاق، وقيل: بالعجب؛ فإنّ العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقيل: ولا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى.


{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)}
{ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ} قيل: هم أصحاب القليب، والظاهر العموم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9